الأسد: ارفض وصفي "بالطاغية"..و أتمنى أن ينظر التاريخ إلي كرجل "حمى بلاده من الإرهاب"

14.07.2016 | 10:49

رفض الرئيس بشار الأسد الاتهامات الموجهة له "باستهداف المناطق بكافة انواع الاسلحة وتجويع المواطنين" في المناطق المحاصرة, ونعته بأنه "ديكتاتور قاس" ورجل "لايتحمل المسؤولية" وبأن يديه "ملطختين بالدماء", مدافعا عن قراراته التي اتخذها منذ بداية الازمة السورية, والتي وصفها بانها "صائبة", متمنيا  أن ينظر التاريخ اليه "كرجل حمى بلاده من الإرهاب".

ونفى الاسد, في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز" الأمريكية, الاتهامات المتعلقة بان بعض قراراته التي اتخذتها نتج عنها "موت مئات آلاف الناس",  مدافعا عن قراراته التي اتخذها منذ بداية الأزمة. 

واوضح الاسد ان "القرارين الوحيدين اللذين اتخذناهما منذ بداية الأزمة كانا الدفاع عن بلادنا ضد الإرهابيين, وهذا قرار صائب,  والقرار الثاني إجراء الحوار مع الجميع وقد تحاورنا مع الجميع بما في ذلك بعض المجموعات الإرهابية التي أرادت تسليم أسلحتها.. وأنجزنا ذلك.. نحن مرنون جدا لم نتخذ أي قرار لمهاجمة أي منطقة ليس فيها إرهابيون أو لا يقصف منها الإرهابيون المدن المجاورة لهم".

وأكد الاسد انه يدافع عن البلاد ضد "الارهابيين" القادمين من أماكن أخرى في العالم, واعتبر هذا" حق", ردا على سؤال بان الانطباع الذي يعطيه هو لرجل يشعر بأنه لا يتحمل أي مسؤولية عن الأشياء المريعة ولا يكترث للناس.

وكان الأسد قال، في مقابلة سابقة له, إن بوادر نهاية الأزمة "تلوح في الأفق"، معتبراً الحل واضح جداً وبسيط، ومع ذلك "مستحيلاً" وان المحادثات بين السوريين لم تبدأ بعد.

 وعن خطواته المستقبلية ووجوده في السلطة واستمراره فيها وهو ووالده 46 سنة, نفى الاسد ذلك, مبينا ان والده  كان رئيسا.. وأنا رئيس آخر.. وبالتالي هذا غير صحيح.. الوصف ليس صحيحا على الإطلاق.. هو انتخب من قبل الشعب السوري وأنا انتخبت بعد وفاته.. هو لم يضعني في أي منصب ولذلك لا تستطيع الربط.. أنا رئيس.. وهو رئيس.. أنا في الحكم منذ ستة عشر عاما".

واستلم الأسد الرئاسة في عام 2000 بعد وفاة أبيه إثر استفتاء عام كان هو المرشح الوحيد فيه. وتم إعادة انتخابه لولاية رئاسية أخرى تستمر 7 سنوات.

وجاء ذلك بعد أن عدّل مجلس الشعب الدستور بإجماع أعضاءه لخفض الحد الأدنى لعمر الرئيس من 40 عاماً إلى 34 عاماً لتمكينه كقيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي من عرض ترشيحه على مجلس الشعب لمنصب الرئاسة. وأصبح بذلك أول رئيس عربي يرث والده في حكم جمهورية.

وأشار الاسد الى ان " الامر يتعلق الشعب السوري وهو الذي يقرر من يكون الرئيس ومتى يرحل".

وكان الاسد اعلن مرارا بالاضافة للتصريحات الحكومية الرسمية ان موضوع بقاء الاسد او عدمه امر يقرره الشعب السوري, وسط مطالبات دولية بضرورة تخليه عن الحكم لانهاء الازمة السورية واجراء عملية انتقال سياسي.

وردا على سؤال كيف تعتقد أن التاريخ سيتذكرك, اجاب الاسد "كيف آمل أن يتذكرني التاريخ.. لأنني لا أستطيع أن أتنبأ.. فأنا لست متنبئا.. آمل أن يرى في التاريخ الرجل الذي حمى بلاده من الإرهاب ومن التدخل وحافظ على سيادة ووحدة أراضيه".

من جهة اخرى, نفى الرئيس بشار الأسد قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزيره سيرغي لافروف بالتحدث معه عن ترك السلطة , مشيرا الى ان السياسة الروسية لا تستند إلى "عقد الصفقات بل إلى القيم".

وحول زيارة كيري المقررة الى موسكو اليوم, عبر الاسد عن عدم "قلقه" من أن يعقد بوتين وكيري الذي يسافر إلى صفقة "لازاحته به من السلطة".

وكان الكرملين أعلن، يوم أمس الأربعاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث الازمة السورية مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الخميس.

 

وأوضح الاسد ان "سياسة الروس قائمة على القيم وهذا أمر بالغ الأهمية, كما ان مصالحهم مشتركة مع مصالحنا لأنهم يحاربون نفس الإرهابيين الذين يتوجب عليهم محاربتهم في روسيا, بينما السياسات الأميركية تقوم على عقد الصفقات".

واتهم الاسد الولايات المتحدة " بإدارة المجموعات الإرهابية من أجل إسقاط الحكومة في سوريا, فضلا عن عدم امتلاكها  إلحاق الهزيمة بالإرهابيين بل إرادة السيطرة عليهم واستخدامهم كورقة كما فعلوا في أفغانستان.

وكان الأسد قال, في وقت سابق, أنه ليس هناك أي حوار على الإطلاق مع واشنطن, مشيرا الى وجود قنوات خلفية. مشيرا الى أن لإدارة الأمريكية غير جادة بشأن حل المشكلة في سوريا.

وعن الوضع الميداني, اشار الاسد الى التقدم  الكبير الذي احرزه الجيش في الاونة الاخيرة , مبينا ان " دعم روسيا غيَّر موازين القوى في مكافحة الإرهاب . ومنذ أن بدأ التدخل الروسي المشروع في سوريا أرسلت تركيا والسعودية المزيد من المقاتلين.. لكن رغم ذلك فقد كان العامل الحاسم".

وحقق الجيش النظامي في الاونة الاخيرة تقدما وسيطر على مناطق ومواقع كثيرة  في سوريا, بمساندة الطيران الروسي, حيث ساعد التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في سوريا أيلول الماضي، على تحويل دفة الحرب لصالح الجيش النظامي بعد أشهر من مكاسب حققتها فصائل معارضة. 

واردف الاسد "نحن  مدينون لكل من وقف بجانبنا.. الروس.. والإيرانيون.. وحتى الصينيون وقفوا إلى جانبنا.. لكن كل بطريقته.. سواء سياسيا.. أو عسكريا أو اقتصاديا".

ووصف الاسد الضربات الجوية الامريكي ضد داعش في سوريا بانه "غير شرعية وغير فعالة" بخلاف الضربات الروسية, موضحا انه " تمت دعوة الروس قانونيا ورسميا من قبل الحكومة السورية.

واشار الاسد إلى أن النشاط الإرهابي توسع بعد بدء الضربات الجوية الأمريكية، لكنه انحسر فقط بعد تدخل روسيا.

ويشن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية شبه يومية ضد "داعش" في سوريا منذ أيلول العام الماضي 2014.

وأعلن التحالف الدولي مطلع العام الحالي أن الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا تقلصت بنسبة 20% خلال عام 2015,  فيما كشفت الرئاسة الامريكية ان  التنظيم خسر أكثر من 50% من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا.

من جانب اخر, اعرب الاسد عن "الامل" بأن يكون الرئيس الامريكي المقبل أكثر حكمة من سلفه وأقل هوسا بإشعال الحرائق وأقل مغامرة وانغماسا في النزعة العسكرية".

و انتقد الأسد المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، موضحا أنه يفتقر إلى "الخبرة في السياسة".

يشار إلى أن السباق نحو البيت الأبيض في الولايات المتحدة انطلق من ولاية آيوا مطلع شباط الماضي، لينتهي في 8 تشرين الثاني 2016، بانتخاب خلف للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، حيث يتم تنصيب الرئيس الجديد بحفل رسمي في العاصمة واشنطن في 20 كانون الثاني 2017. .

سيريانيوز

 



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved